إنه ليتحتم اعتبار كل طفل في هذا العالم طفلا مميزا، وطفلا فريدا من نوعه. وإذا كان الهدف من الإقامة البديلة تحقيق المساواة بين الأب والأم، فمن الضروري أن ينطلق الوالدان المسؤولان من مصلحة الطفل وحده، وليس من مصلحتهما، فالمساواة لا تعني الإنصاف . وهدف الأبوين الأسمى يجب أن يتمثل في بناء حياة مناسبة للطفل تنصفه وتمنحه كامل حقه في حياة متوازنة 218، حياة تأخذ بعين الاعتبار احتياجاته وتطلعاته وتطور شخصيته فالطلاق والانفصال لا يعنيان بالضرورة تفكك الأسرة، بل إعادة تنظيمها وإعادة تركيبها. وبالتالي، يجب أن

تكون مصلحة الطفل هي الخيط المشترك الوحيد بينهما. ومن المؤكد أن الوالدين ولئن لم يبقيا زوجا وزوجة، فإنهما يظلان أبًا وأمّا، وهنا يتجلى الدور المحوري للوساطة الأسرية في دعم إعادة تنظيم الأسرة