Accueil | Sciences Humaines | Sociologie | الجمهورية الجديدة والتأسيس الذي لا يبنى عليه

ISBN: 9789938331035

الجمهورية الجديدة والتأسيس الذي لا يبنى عليه

تمرين في مجال المؤرخ المواطن

Date de parution: 2024
Auteur: المولدي ڤسُّومي
Editeur: maison du livre


أن تكون الجمهورية الجديدة قد تطلبت إلغاء كل ما سبقها لأنه تأسيس لا يبنى عليه. فهي فرضية واردة، وتحتاج إلى إثبات حتى وإن كانت وقائعها قد انقضت وأصبحت في ذمة التاريخ. وحتى وإن كان التاريخ لا يبنى على فرضيات كما هو متداول ولكنها فرضية لا تحتمل مستحيلا اسمه ومعناه البناء على الفراغ على اللاشيء، أو ما يشاع عنه كونه تأسيسا جديدا، يعني أنه لا يشاد له ركن إلا إحلالا محل ركن سابق واستبدالا تقويضيا له.

وأن تكون الجمهورية الجديدة هي التأسيس الذي لا يبنى عليه لأنها خاتمة الأنظمة والجمهوريات، أو لأنها لا تفتح أفقا للمراكمة عليه من منظور مخالف أو مختلف فهي فرضية أخرى تتطلب إثباتا، خصوصا أن وقائعها لا تزال جارية متفاعلة طرية غضة غير مكتملة، وحادثة مستمرة في الحدوث. رغم أنها لا تحتمل هي الأخرى مستحيلا من نوع آخر مفاده أن هذا التأسيس يقوم على الاسترجاع التاريخي للزمن السياسي أو ما نسميه استِنْرَاحًا Retro-historisation للزمنية السياسية وهي حالة غير مسبوقة، أو قليلة الحدوث في تاريخ العمران البشري والاجتماع السياسي.

عناصر الإثبات أو الدحض لكلنا الفرضيتين من داخل هذا التمرين لا توجد في الزمن الماضي من التاريخ السياسي. بل هي كائنة في الزمن السياسي الراهن الذي هو مجال المؤرخ المواطن وهي كامنة في مدى استجابتها لشرط الأفق الذي يمكن أن تفتحه في الزمن القادم فالتأسيس الذي يبنى عليه هو الذي يطوي الماضي بما في الحاضر من قوة الاستحضار ومن قدرة على التطلع المستقبلي وليس الذي يعتبر أنه لا زمن سياسي أو حضاري بعد زمنه فيجب ما كان قبله ويحجب ما سيكون بعده.

المؤلف

المولدي قسومي مواطن باحث في علم الاجتماع بجامعة تونس من إصداراته مع دار محمد علي الحامي مجتمع الثورة وما بعد الثورة (2020). في مواجهة التاريخ صدى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة في مسار الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي (2021) الصراع السياسي في تونس زمن الانتقال الجمهوري (2023). النظام المعرفي العلم الاجتماعي في مدونة المؤرخ الهادي التيمومي (2023).

Sommaire