هذا الكتاب

ليست المضامين الذهنية شيئا معطى مكتملا وإنما هي تمثيلات تبنى بناء ان القول والعبارة… وما من شيء يبنى إلا وهو منفرس في أرضية تتكون من عناصر متفاعلة متعاضلة متشابكة لا فكاك بينها هي أطر مادية فيزيائية المحيط، المادة، إلخ.) وأخرى بيولوجية جسدية التجارب الحسية والحركية، الجسد والجوارح، إلخ)، وأخرى ثقافية معرفية العلوم المعتقدات التقاليد التصورات، العوالم الذهنية، إلخ.) وأخرى اجتماعية بشرية المؤسسات العلاقات المجموعات الأعراق.

إلخ.). وكذا المعنى اللغوي لا يبنى إلا متجذرا في الحاضنة الإدراكية الجسدية الثقافية

الاجتماعية، بتوسط مسالك متظافرة متزامنة متوازية.

وهذا الكتاب دراسة رائدة في البلاد العربية للباحثة الواعدة عربية اليفرني، مدارها التجذر في المعنى اللغوي: إنتاجا وتأويلا، وقد استوفت فيه ماهيته وخلفياته النظرية المعرفية، ومظاهر تحققه عبر المستويات اللغوية المختلفة على التدريج من الوحدة الرمزية المفردة فالمركب فالجملة فالخطاب. وذلك على مدى ثالوث من الأبواب

أولها في الأسس النظرية التي قام عليها هذا المفهوم العامل في منابته العلمية الإدراكية اللسانية عامة، والنحو الإدراكي لانقاكر، وغيره) على وجه الخصوص.

وثانيها في آليات التجذر في مستوى الجملة بعناصرها المعلومة، بالنظر في الخصائص المقولية في كل منها، وفي اشتغال الإشارة والزمن والجهة والمظهر

والتعيين التعريف والتنكير)، كلا بما ينهض به منها.

وثالثها في آليات التجذر وإستراتيجياته في مستوى الخطاب، بقطبيه التعبيري والمفهومي المضموني، وذلك بالنظر في دور الزمان والروابط النصية والإشارية والإحالية، وفي انتظام الأفضية الذهنية وملابسات القول والإنتاج في أبعادها العصبية النفسية الجسدية، وبأمديتها الثقافية الاجتماعية التفاعلية، وبقنواتها التواصلية التداولية، بعضا من كثير.

الأزهر الزناد