Accueil | Sciences Humaines | Sociologie | الإنتقال المجتمعي المعطّل
ISBN: 9789938331400
الإنتقال المجتمعي المعطّل
قراءة في نواظم الإجتماع السياسي المتلفة.
في تونس التي أبدعت نشيد الحريّة والكرامة، عليك أن تتهيّأً لملاقاة من الانتقال المجتمد
المعطّر
يعترض عليهما معا بصوت جهوري معتدّ: ((واش عملنا بالحريّة؟))، ويعاضده في ذلك من يصدح بما يقرع الآذان جيّدا: ((ماناش متاع ديمقراطيّة». وفي تونس ذاتها دون سواها عليك أن تسمع السّجين
السياسي ورجل القانون أحمد صواب وبنبرته التونسيّة الخالصة يقول: ((شعبنا وشهداؤنا أهدونا الحرية وأنا مستعدّ أن أقدّم حياتي فداءً لها» وهو القائل أيضا: ((مثلما آمن والدي بدولة الاستقلال فتحققت، آمنت أنا بدولة القانون والمؤسّسات وسوف تتحقق». ففي تونس ثمّة من يرفض قيمة الحريّة ويُعرض عن فضيلة المواطنة، وثمّة من يقدّم حياته فداءً لهما .
حينما يختلف أبناء الوطن الواحد وأفراد المجتمع الواحد اختلافا جذريّا وتناظريّا حول أرقى القيم وأسمى المبادئ الانسانيّة، وحينما ينقسمون في مواقف متضادّة حول أفضل ما توصّل إليه الاجتماع السياسي عبر تاريخه الكوني الطويل، فهذا يعني أننا في حاجة أكيدة إلى إعادة فهم هذا المجتمع. فقد تبيّن أنّنا لم نفهم مجتمعنا ولم نقرأ نبضه. أمّا الوطن، فالمجتمع هو الذي يجسّده حسّا ومعنى: إمّا بنبض المواطنة وروح الحريّة، وإمّا بذهنيّة العبيد ونبض الرّعيّة.
لقد غفل أهل الذكر عن فهم المجتمع، الذي برع وتفوّق في إفشال تجربته الدّيمقراطيّة، وتداعوا وراء فكرة ((الثورة)) لما لها من جاذبيّة سحريّة وقوّة حجب لبقيّة الأفكار، فانهمكوا في أسئلتها وأهملوا المجتمع، فعطّلوا نوابضها وأتلفوا نواظمه.
يسعى هذا الكتاب إلى طرح بعض الأسئلة التي حجبتها فكرة ((الثورة)) وأغفلها أهل العلم وأصحاب القلم، وأهمّ هذه الأسئلة: إذا كان المجتمع يطلب الإصلاح فلماذا يُحمّل وِزْد
المؤلّف
المولدي قسّومي، مواطن باحث في علم الاجتماع السّياسي بجامعة تونس.
من إصداراته في صلة بموضوع هذا الكتاب: مجتمع الثورة وما بعد الثّورة
(2020)، في مواجهة التّاريخ: صدى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثّورة في مسار الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي (2021)، الصّراع السياسي في تونس زمن الانتقال الجمهوري (2023)، الجمهوريّة الجديدة والتأسيس الذي لا يُبنى عليه: تمرين في مجال المؤرّخ المواطن (2025).
صميم
Sommaire